بسقط اللوى صب حليف محبة

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

بِسَقْطِ اللَّوى صَبٌّ حَلِيفُ مَحَبَّةٍ

مُقِيمٌ ومَنْ يَهْوَاهُ فِي أرْضِ غُرْبَةٍ

أقُولُ لِمَنْ لَمْ يَحْفَطُوا حَقَّ صُحْبَةٍ

بَعِيدٌ عَنِ الْمُشْتَاقِ عَوْدُ أَحِبَّةٍ

تَنَاءَوْا فَكانَ الصَّبْرُ غَيْرَ قَرِيبِ

مُقِيمُ مَدَى دَهْرِي عَلى حِفْظِ وُدِّهِمْ

وَأَبْسُطُ كَفِّي رَاجِياً نَيْلَ رِفْدِهْم

مَتَى يَأْمَنُ الْمُشْتَاقُ مِنْ جَوْرِ صَدَّهِمْ

بِقَلْبي غَرَامٌ لاَ يَزَالُ لِبُعْدِهِمْ

وَقَدَ زَادَ حُزْني بَعْدَهُمْ وَنَحِيبي

خَلِيلَيَّ إنْ وَافَيْتُما ذلِكَ الحِمى

فَعُوجَا عَلى وَادِي الْعَقِيقِ وَسَلِّما

وَقُولاَ لَهُمْ عَنَّي لَقَدْ شَفَّنِي الظَّمَا

بَكَيْتُ مِنَ الأَشْوَاقِ وَالْهَجْرِ عِنْدَما

جَعَلْتُ جَفَاكُمْ وَالصُّدُودُ نَصِيبي

خَبَأْتُكُم ذُخْرِي لآخِرِ مُدَّتي

عَسَى أَن تَكُونُوا عُدَّتي عِنْدَ شِدَّتي

نَسِيتُمْ عُهُودِي ثُمَّ خُنْتُمْ مَوَدَّتي

بَقَائِي عَجيبٌ يَعْدَكُمْ يَا أحِبَّتي

وَلَيْسَ فَنَائِي فِيكُمُ بِعَجيبِ

عُيُون الْوَرى تَبْرا بِطبِّ طَبيبِهَا

كَما بُرءُ عَيْني نَظْرَةٌ مِنْ حَبِيبهَا

وَلي مُهْجَةٌ ذَابَتْ بِحَرِّ لَهِيبِهَا

بِأَيَّامِنَا بَيْنَ الخيام وطيبها

قفوا ساعة فِي رَامَةٍ وَكَثِيبِ

أحِبَّتُنَا جَدُّوا الرَّحِيلَ وَحَمَّلُوا

مَطَايَاهُم يَوْمَ النَّوى وَتَرَحَّلُوا

أُنَادِيهمُ وَالجِسْمُ مِنِّي مُعَلَّلُ

بِوَقْفَتِنَا يَوْمَ الْوَدَاعِ تَمَهَّلُوا

لِيُشْفى مُحِبٌ مِنْ وَدَاعِ حَبيبِ

بَكَيْتُ فَلَمْ تُطْفِ الْمَدَامِعُ عَبْرَتي

وَلَمْ يَصْفُ عَيْشِي بَعْدَكُمْ يَا أحِبَّتي

أَلَمْ تَرْحَمُوا حُزْني وَشَوقي وَوَحْدَتي

بَلَلْتُ رِدَائي مِنْ مَدَامِعِ مُقْلَتي

وَلَمْ يُطْفِ دَمْعِي زَفْرَتي وَلَهِيبي

سَأَلتُكَ بِالرَّحْمنِ يَا حَادِيَ السُّرَى

أَعِدْ لأَحبَابِي حَدِيثي وَمَا جَرَى

أُرَاعِي نُجُومَ اللَّيْلِ فيكُمْ مُفَكِّراً

بروق الحمى لاحت لِعَيْني وَقَدْ سَرَى

نَسِيمُ الصَّبَا مِنْ نَحْوهِم بِهُبُوبِ

لأَجْلِهِمُ فِي الْحُبِّ رُوحِي وَهَبْتُهَا

وَللهِ كَمْ مِنْ لَيْلَةٍ قَدْ سَهِرْتُهَا

وَنِيرَانُهُمْ لَيْلاً بِعَيْني نَظَرْتُهَا

بَدَتْ عِنْدَمَا جَنَّ الظَّلاَمُ رَأَيْتُهَا

لُمُوعَ سُيُوفٍ جُرِّدَتْ لِحُرُوبِ

مَتَى أَنْظُرُ الحُجَّاجَ يَوْماً عَلى مِنى

لَعَلَّ لَيَالي الْخَيْف تَجْمَعُ بَيْنَنَا

وَيَهْدَا فُؤَادُ المُسْتَهَامِ مِنَ العَنَا

بَرَاني الأسى حَتى خَفِيتُ مِنَ الضَّنى

وَقَدْ مَلَّ سُقْمِي عَائِدي وَطَبِيبي

تَرَحَّلَ جيرَانُ الْعَقِيقِ وَخَلَّفُوا

مَدَامِعَ عَيْني فَوْقَ خَدِّيَ تَذْرِفُ

أُنَادِيهمُ يا رَاحِلِينَ تَوَقَّفُوا

بِحِفْظِ ذِمَامٍ لِلنَّبيِّ تَعَطَّفُوا

فَذَاكَ الَّذِي أَعْدَدْتُهُ لِخُطُوبي

تَبَدَّى بِوَجْهٍ يُخْجِلُ الْبَدْرَ لاَمِعِ

سَمَا لَيْلَةَ الْمِعْرَاجِ أَسْنَى المَطَالِعِ

وَلَيْسَ لَهُ قي حُكْمِهِ مِنْ مُنَازِعِ

بَشِيرٌ نَذِيرٌ كُلَّ عَاصٍ وَطَائِع

وَمُنْقِذُهُمْ مِنْ زَلَّةٍ وَذُنُوبِ

إمَامُ لِرُسْلِ اللهِ يَدْعُو إلَى الْهُدى

سَلِيلُ خَلِيلِ اللهِ ذُو الْجُودِ والنَّدى

كَفِيلٌ بإنْقَاذِ الْعُصَاةِ مِنَ الرَّدى

بِهِ انْبَرَمَ الْعَهْدُ الحَنِيفِيُّ فَاغْتَدى

كَعقْدٍ عَلى جِيدِ الزَّمَانِ رَطِيبِ

بِهِ كَلَّمَ اللهُ الْكَلِيمَ عَلى طُوَى

فَاغْرَقَ فِرْعَوَنَ اللَّعِينَ لمَا غَوى

وَأَوْرَثَهُ مِنْ مُلْكِهِ كُلَّ مَا احْتَوى

بَدَا وَخُيُولُ الْغَيِّ تَرْكُضُ وَالْهَوى

لَهَا سَائقٌ وَالرُّشْدُ غَيْرُ مُجِيبِ

تَوَسُّلُنَا بِاَلْهاشِمِيِّ حَبِيبِنَا

بِهِ يَغْفِرُ المَوْلى جَمِيعَ ذُنُوبِنَا

وَيَصْفَحُ عَنْ زَلاَّتِنَا وَعُيُوبِنَا

بِشِرْعَتِهِ نَجْلي الصَّدَا عَنْ قُلُوبِنَا

وَمَنْ مَالَ عَنْهَا فَهْوَ غَيْرُ مُصِيبِ

سَرى زَائِراً لَمَّا نَأَى عَنْ سَرِيرِه

وَنَالَ المُنى مُسْتَبْشِراً لِمَسِيرِهِ

وَلَمْ يَكُ هذَا حَائِلاً فِي ضَمِيرِهِ

بِدَايَتُهُ كانَتْ نِهَايَةَ غَيْرهِ

وَمَا كُلُّ مَحْبُوبٍ كَمِثْلِ حَبيبِ

وَلَمَّا حَبَاهُ رَبُّهُ بِالْمَوَاهِبِ

رَأَى لَيْلَةَ الإْسرَا أَتَمَّ العَجَائِبِ

وَحَفَّتْ بِهِ الأَمْلاَكُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

بِنُورِ هُدَاهُ يَهْتَدِي كُلُّ طَالِبِ

وَيَهْدَا فُؤَادِي مِنْ جَوًى وَنَحِيبِ

تَرَقّى إِلَى السَّبْعِ الطِّبَاقِ وَقَدْ دَنَا

فَنِلْنَا بِهِ أَجْراً وَحُزْنَا بِهِ دُنَا

لَهُ الْعَلَمُ الْمَنْشُورُ بالْحَمْدِ وَالثَّنَا

بَلَغْتُ بِهِ سُؤْلاً وَنِلْتُ بِهِ مُنى

وَمَا أنَا فِي حُبِّي لَهُ بِمُرِيبِ

لَهُ طَلْعَةٌ مِنْ نُورِهَا الشَّمْسُ تَطْلُعُ

رَؤُوفٌ رَحِيمٌ فِي العُصَاةِ مُشَفَّعُ

لِعلْيَاهُ لأرْبَابُ الْمَنَاصِبِ خُضَّعُ

بَرَاهِنُهُ أجْلى مِنَ الشَّمْسِ فَاسْمَعُوا

مَقَالَ صَدُوقٍ أَجْلى مِنَ الشَّمْسِ فَاسْمَعُوا

مَقَالَ صَدُوقٍ غَيْرِ كَذُوبِ

حَمى دِينَنَا بالْمَشْرِقِّ الْمُهَنَّدِ

نَبيٌّ بِهِ مِنْ ظُلْمَةِ الشِّرْكِ نَهْتَدِي

هَنِيئاً لِمَنْ قَدْ زَارَ تُرْبَةَ أحْمَدِ

بِمَدْحِي لَهُ أَرْجو الشَّفَاعَةَ فِي غَدِ

فَكُنْ سَامِعِي يَا ذَا الْعُلى وَمُجيبي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.