روت هبرا ريح الصبا إذ سرت به

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

رَوَتْ هَبَراً رِيحُ الصَّبَا إذْ سَرَتْ بِهِ

لِصَبِّ هَوى نَجْدٍ يَطِيرُ بِلُبِّهِ

يقُولُ وَنِيرَانُ الأَسى حَشْوُ قَلْبِهِ

رَعى اللهُ مَنْ هَامَ الْفُؤَادُ بِحُبِّهِ

وَإنْ خَانَ عَهْدِي وَاسْتَمَرَّ عَلىَ غَدْرِي

لَئِنْ كَانَ مَنْ أَهْوَاهُ فِي الْحُبِّ يَرْتَضِي

بِقَتْلي فإنِّي قَدْ رَضِيتُ بِمَا رَضِي

فَلاَ تَجْزَعِ يَا نَفْسُ قَدْ كَانَ مَا مَضِى

رَجَائِي بِأَنْ أَحْظى بِهِ قَبْلَ يَنْقَضِي

زَمَانِي وَيَفْنى الْعُمْرُ بِالصَّدِّ وَالْهَجْرِ

أُقَضِّي زَمَاني حَسْرَةً وَكَآبَةً

وَأَكْتُمُ وَجْدِي وَالْغَرامَ مَهَابَةً

وَدَمْعِي مِنَ الأَشواقِ يَحْكِي سَحَابَةً

رضِيتُ بِقَتْلي فِي هَوَاهُ صَبَابةً

وَلَيْسَ لِمَنْ لَمْ يَرْضَ فِي الْحُبِّ مِنْ عُذْرِ

كَتَمْتُ الْهَوى خَوْفاً وَصَوْناَ لِسِرِّهِ

وَكَلَّفْتُ قَلْبي أَنْ يَقُومَ بِصَبْرِهِ

فَزَادَ بِعَاداً وَاسْتَطَالَ بِغَدْرِهِ

رَثى إلى عَذُولي مِنْ نُحُولي بِهَجْرِهِ

وَقَدْ سَرَّ حُسَّادِي وَقَدْ خَانَني صَبْري

مُحِبٌّ بَكَتْ عُوَّادُهُ مِنْ أَنِبنِهِ

وَرَقَّ لَهُ حُسَّادُهُ مِنْ حَنِينِهِ

بِحُبِّ حبيبٍ قَدْ زَهَا فِي فُنُونِهِ

رَشَا كُلَّمَا عَايَنْتُ نُورَ جَبِينِهِ

عُنِيتُ بِهِ عَنْ طَلْعَةِ الشَّمْسِ وَالْبَدْرِ

سَهْرْتُ وَغَيْرِي فِي دُجى اللَّيْلِ نَائِمُ

مُهَنَّى وَقَلْبي بِالصَّبَابَةِ هَائِمُ

جَفَاني حَبِيبي وَهْوَ بِالْحَالِ عَالِمُ

رَبَا فِي رُبَا قَلْبي وَمَرْعَاهُ دَائِمُ

مُقِيمٌ بِأَحْشَائِي إلَى آخِرِ الدَّهْرِ

سَريعُ الْجَفَا وَالْوَصْلُ مِنْهُ عَلى مَهَلْ

بِهِ طِيبُ نَوْمِي عَنْ جُفُوني قَدِ انْعَزَلْ

حَبِيبٌ يَبِيتُ الْقَلْبُ مِنْهُ عَلى وَجَلْ

رَعَيْتُ لَهُ الْعَهْدَ الْقَدِيمَ وَلَمْ أَزَلْ

عَلَى ودّه مَا دمت أو ينقضي وهدي

حَلِيفُ سِقَامِ لَمْ يَكُنْ فِي حِسَابِهِ

فِراقُ حَبِيبٍ لَمْ يَرِقَّ لِمَا بِهِ

بَكَتْهُ أَعَادِيهِ لِعُظْمِ مُصَابِهِ

رَغِبْتُ بِأَنِّي قَدْ وَقَفْتُ بِبَابِهِ

ذَلِيلاً عَسَى بِالذُّلِّ يَجْبُرُ لي كَسْري

تُرى غُمَّةَ الْهِجْرَانِ بِالْوَصْلِ تَنْجَلي

وَيَبْرَا بِهِ قَلْبُ الْمُحِبِّ الْمُعَلَّلِ

رَشِيقٌ رَمى سَهْماً فَلَمْ يُخْطِ مَقْتَلي

رَفَعْتُ إلَيْهِ قِصَّتي كَيْ يَرِقَّ لي

وَيَرْحَمَ حَالي أو يَجُودَ عَلى فَقْرِي

فُنتِنْتُ بِفَتَّانٍ سَبَاني بِسِحْرِهِ

سَقى الصَّبْرَ صِرْفاً لي بِكاسَاتِ خَمْرِهِ

يَمِيلُ كَنَشْوَانٍ يَتِيهُ بِسُكْرِهِ

رَمَاني بِسَهْمِ الْبُعْدِ مِنْ قَوْسِ هَجْرِهِ

وَصَيَّرني أَرْعَى النُّجُومَ إلَى الْفَجْرِ

رَمى بِلِحَاظٍ مِنْهُ تُصْمِي الجَآذِرَا

عَلى مُهْجَتي مَا زَالَ بِالْهَجْرِ آمرَا

وَلَمَّا رَأيْتُ الْغَيَّ للِرُّشْدِ زَاجِرَا

رَجَعْتُ بِعَزْمِي عَنْ هَوَاهُ مُبَادِرَا

لِمَدْحِ نَبيِّ مَدْحُهُ جَاءَ فِي الذِّكْرِ

لَهُ أُمَّةٌ يَوْمَ الْحِسَابِ رُجُوعُهُمْ

إلَيْهِ لِيَحْظى بِالجِنَانِ جَمِيعُهُمْ

لَهُمُ أَمَلُ فِي حُبِّهِ لاَ يُضِيعُهُمْ

رَؤُفٌ رَحِيمٌ بِالْعُصَاةِ شَفِيعُهُمْ

وَقَدْ غَرِقُوا فِي أَبْحُرِ الذَّنْبِ والوزر

هُوَ الْجَوْهَرُ الشَّفَّافُ يَدْرِيه مَنْ نَقَدْ

وَلَوْلاَهُ فِي سِلْكِ النُّبُوَّةِ مَا انْعَقَدْ

تَعَوَّذَ بِالموْلى مِنَ النَّفْثِ فِي الْعُقَدْ

رقَى مَوْضِعاً لَمْ يَرْقَهُ أَحَدٌ وَقَدْ

تَعَاظَمَ قَدْراً بِالرِّيَاسَةِ وَالنَّصْرِ

بِهِ الدِّينُ أضْحى فِي عُلاً بِرِعَتِهِ

وَقَدَّ بِسَيْفِ النَّصْرِ هَامَ عِدَاتِهِ

يَفُوقُ الْوَرى فِي شَخْصِهِ وَصِفَاتِهِ

رَكَائِبُهُ مَنْصُورَةٌ بِحُمَاتِهِ

يَصُولُ عَلىَ الأَعْدَاءِ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْرِ

لأعْدَائِهِ كَأْسَ الْمَنُونِ يُجَرِّعُ

وَأبْطَالَهُمْ بِالْحَقِّ قَهْراً يُصَرِّعُ

وَصُولٌ أَمِينُ لِلأُصُولِ مُفَرِّعُ

رَسُولٌ إلى كُلِّ الأَنَامِ مُشَرِّعُ

جَلاَ ظُلْمَةَ الأَشْكَالِ بِالنَّهْي وَالأَمْرِ

بِهِ قَدْ أَمِنَّا كُلَّ خَوْفٍ وَذِلَّةٍ

شَرِيفٌ عَفِيفٌ لاَ يُشَانُ بِزَلَّةٍ

مَوَارِدُهُ تُشْفى بِهَا كُلُّ عِلَّةٍ

رُفِعْنَا بِهِ قَدْراً عَلى كُلِّ مِلَّةٍ

لَهُ عُصْبَةٌ شُمُّ الأُنُوفِ بِلاَ نُكْرِ

تَرَاهُمْ جَمِيعاً جَاوَزُوا الْبِيدَ وَالْفَلاَ

لِمَنْ قَدْرُهُ فَوْقَ السَّمواتِ قَدْ عَلاَ

وَكُلٌّ لَهُ قَلْبٌ مِنْ الشَّوْقِ مَا سَلاَ

رِجَالُ بِهِ حَازُوا الْمَفَاخِرَ وَالْعُلاَ

وَنَالُوا رِضَا الرَّحمنِ بالْحَمْدِ وَالْشُّكْرِ

حَبِيبٌ عَلَى مَوْلاَهُ وَابْنُ خَلِيلِهِ

لَهُ أُمَّةٌ نَالُوا الْهُدى بِدَلِيلِهِ

هُمُ الْقَوْمُ لَمَّا اسْتَشْفَعُوا بِرَسُوِلِهِ

رَضَا اللهِ رامُوا سَعْيُهُمْ فِي سَبيلِهِ

بِأنْفُسِهِمْ وَالْمَالِ فِي السِّرِّ وَالجَهْرْ

مَنَازِلُ أَهْلِ الشِّرْكِ مِنْهُمْ دَوَارِسُ

وَلَيْسَ بِهَا بَعْدَ الأَنِيسِ مُؤَانِسُ

لَقَدْ فَتَكَتْ فِيهِمْ لُيُوثٌ عَوَابِسُ

رُعَاةٌ يُرَاعُونَ الذِّمَامَ فَوَارِسُ

حُمَاةٌ لِدِينِ اللهِ بِالْبِيضِ وَالسُّمْرِ

لَقَدْ ظَفِرُوا مِنْهُمْ بِنَيْلِ مُرَادِهِمْ

وَقَدْ مُكِّنُوا مِنْ مَاِلِهمْ وَبِلاَدِهِمْ

هَنِيئاً لَهُمْ قَدْ أَخْلَصُوا فِي جِهَادِهِمْ

رَجَاءِ بِهِمْ أَنْ يُرْزَقُوا فِي مَعَادِهِمْ

جِوَارَ نَبيَّ خَصَّهُ اللهُ بِالذِّكْرِ

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.