لهفي على شيخ العروبة احمد

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

لهفي على شيخ العروبة احمد

فلقد مضى بالسابقيه يقتدي

واختار من قبر بناه لنفسه

صرحا بجوف الارض غير ممرد

ما في استطاعته الحراك كأنه

متقيد فيه ولم يتقيد

لهفي على الشيخ الذي فجعت به

احزاب مصر على اختلاف المقصد

جلل من الاحداث جندل جهبذا

من يعرب فهو هوى الجلمد

بكت العروبة في الجزيرة كلها

حزنا على شيخ العروبة احمد

عقل العروبة قلبها ولسانها

وشهابها الهادي بليل أسود

خلت الكنانة من زكي بعدما

كان الزكي بها يروح ويغتدي

شيخ على كتب تخيرها له

عطف الشباب على الحسان الخرد

انقاد للموت الزؤام ومن يعش

عمرا طويلا لا ابالك ينقد

قد ذاق حلو العيش فيه ومره

والمر مثل الحلو للمتعود

كان الثمانون التي قد جازها

ترنو اليه بأعين المتهدد

من بعد ما دفنوه قد شبهته

لو صح تشبيهي بسيف مغمد

بالامس سيف الحق كان مجرداً

واليوم سيف الحق غير مجرد

انهد يصحبه دوي من عل

علم الى غير العلا لم يخلد

نعش تشيعه الى دار البلى

امم تعج فياله من مشهد

ودّت ملائكة السماء لو انها

دفنته في العيوق او في الفرقد

ولو اننا اسطعنا وفينا كثرة

كنا ردنا الموت عنه باليد

الكوكب الوقاد أمسى آفلا

فبمن اذا سرنا بليل نهتدي

قد كان في آفاقه متفرداً

يؤتى الهدي كالكوكب المتوقد

سكن الثرى والشمس ترسل فوقها

في كل صبح وابلا من عسجد

قد كان مبدؤه الذي اوصى به

يحتج ان لا يعتدي من يعتدي

حم القضاء فلا مرد له فيا

جسد الثقبل اهبطو يا نفس اصعدي

قد اصبح الصيداح من فلج به

في روضة الآداب غير مغرد

أرأيت كيف بساعة مشؤومة

نعم الحفير بأحمد وخلا الندى

ولقد شجتني النائحات عشية

يبكين نابغة كريم المحتد

سلك الألى عاشوا طويلا بيننا

نحو الردى متن الطريق الأبعد

يتوسد الميت الثرى ولو انه

منح الخيار ابى ولم يتوسد

الدهر يلقى الامر ممن فوقه

والدهر يقتل من يشاء ولا يدى

ما انت من ظفر المنون بمفلت

وإن ارتديت تطير ريش الهدهد

وهي المنون ينلن من أجسادها

من غير تعويض كفعل المبرد

ان الحياة ولا غضاضة ان عفت

كالشعر تجدر بالفتى المتجدد

يسعى الوضيع من الانام لبطنه

أما الرفيع فسعيه للسؤدد

لولا مفارقة الذين نخصهم

بالود كان الموت أعذب مورد

لا نفع في طول الحياة فانها

كالماء ان يمكث طويلا يفسد

أما الحياة فانها لشبيهة

بنسيج خيط في الوجود معقد

ولقد تمر على الكريم حوادث

حتى يود لو انه لم يولد

لو حيزت الجنات يوما حازها

ذو العلم قبل الزاهد المتهجد

من ذا يرى للمؤمنين بربهم

أن لا تكون سماؤهم بزبرجد

ما كنت قبل الموت الا سيداً

في الدار او في الحزب او في العهد

وجعلت تلهج بالمنون وأنه

حق فكان الداء شر ممهد

حتى وصلت الى الردى وثبا على

ان الطريق اليه غير معبد

لا يملكنك من غد بعد الردى

خوف فيوم الهالكين بلا غد

المرء بالآثار تحمد بعده

يحيا ولا يحيا اذا لم تحمد

فاذا ذكرت بها فانت مخلد

واذا نسيت فانت غير مخلد

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.