عدمت فؤادي إن أطاع معنفا

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

عَدِمْتُ فُؤَادِي إنْ أطَاعَ مُعَنِّفَا

وَقَدْ بَاتَ مِنْ فَرْطِ الْغَرَامِ عَلىَ شَفَا

لَقَدْ نَالَهُ مِنْ لَوْعَةِ الْبَيْنِ مَا كَفَا

عُرَيْبَ الْحِمى كَمْ ذَا التَّمَادِي عَلىَ الْجَفَا

أمَا أنْتُمُ أهَلُ الْوَفَا وَالصَّنَائِعِ

أَمَا تَتَّقُونَ اللهَ فِي قَتْلِ مُسْلِمٍ

عَلىَ بَابِكُمْ مُضْنَى الْفُؤَادِ مُتَيَّمٍ

فَإنْ تَقْتُلْوني لَيْسَ قَتْلي بِمَغْنَمٍ

عَسَى أنْ تَجُودُوا بِالْوِصَالِ لِمُغْرَمٍ

أََرَّ بِهِ وَجْدٌ ثَوى فِي الأَضَالِعِ

تَمَلَّكْتُمْ قَلْبي وَرَبِّ الْمَشَارِقِ

يَمِينُ مُحِبِّ فِي الألِيَّةِ صَادِقِ

لَقَدْ عَادَ عَيْشِي بَعْدَكُمْ غَيْرَ رَائِقِ

عَلاَمَ تَمَالأَتُمْ عَلى قَتْلِ عَاشِقِ

شَكى مَا بِهِ لكِنْ إلَى غَيْرِ سَامِعِ

فُؤَادِي إلَى نَحوِ الأَحِبَّةِ يَنْتَمِي

مَشُوقاً وَمِنْ حَرِّ الصَبَابَةِ قَدْ ظَمِي

وَذِكْرُ سِوَاهُمْ لاَ يَمُرُّ عَلىَ فَمِي

عَنَائِي وَشَوْقِي قَدْ أعَانَا عَلىَ دَمِي

وَفَرْطُ غَرَامِي وَانْسِكَابُ الْمَدَامِعِ

جُفُوني بِسُهْدِي عَنْ مَنَامِي تَعَوَّضتْ

وَكَمْ حَاجَةٍ قَدْ رُمْتُهَا قَطُّ مَا انْقَضَتْ

أُنَادِي وَقَدْ سَارَتْ سُحَيْراً وفَوَّضَتْ

عَفَا اللهُ عَنْ لَيْلى بِهَجْري تَعَوَّضتْ

وَقَدْ مَنَعَتْ جَفْني لَذِيذَ الْمَضَاجِعِ

فَتَاةٌ مِنَ الأَعْرَابِ تَغْنُو بِغُنَّةٍ

وَتِلْكَ عَلىَ الْعُشَّاقِ أعْظَمُ فِتْنَةٍ

لَقَدْ شَغَلَتْني فِي هَوَاهَا بِمِحْنَةٍ

عُيُونٌ لَهَا فِي الْقَلبِ رَشْقُ أَسِنَّةٍ

وَأَمْضى مِنَ الْبيضِ الْحِدَادِ الْقَوَاطِعِ

طَبِيبي رَثى لي مِنْ سِقَامِي وَمَلَّني

وَمَا حِيلَتي فِي الصَّبْرِ وَالصَّبْرُ قَدْ فَني

لَقَدْ سَاءَني قَوْلُ الْعَذُولِ وَمَضَّني

عَذُولي دَعْنِي لاَ تَلُمْني فَإنَّني

فَتىً عَنْ سَمَاعِ الْعَذْلِ صُمَّتْ مَسَامِعِي

وَقَفْتُ عَلىَ رَبْعِ الْحَبِيبِ أُسَائِلُ

مَتَى رَحَلَ الأَحْبَابُ وَالدَّمْعُ سَائِلُ

سُؤَالَ مُحِبٍّ فِي حَشَاهُ بَلاَبِلُ

عَلِيلٌ بَرَاهُ الشَّوْقُ وَالْجِسْمُ نَاحِلُ

مَشُوقٌ إلَى سَفْحِ اللِّوى وَالأجَارِعِ

لَهُ مُهْجَةٌ مِنْ هَجْرِكُمْ قَدْ تَأَلَّمَتْ

وَنَارُ الأَسى بَيْنَ الضُّلُوعِ تَضَرَّمَتْ

وَعَيْنٌ مِنَ الدَّمْعِ السَّفُوحِ تَظَلَّمَتْ

عَجِيبْتُ من الأيام لما تصرمتْ

بعمر لعمريفِي الْبَطَالَةِ ضَائِعِ

زَمَانُ الصِّبَا وَلى سَرِيعاً بِعَزْمَةِ

فَبُدِّلتُ مِنْ بَعْدِ السُّرُورِ بِغُمَّةِ

وَلَمَّا رَأَيْتُ الشَّيْبَ حَلَّ بِلِمَّتي

عَدَلْتُ إلى طُرقِ الرَّشَادِ بِهِمَّةِ

أَقُولُ لِقَلْبٍ قَدْ مَضى فِي الْمَطَامِعِ

مَضَى الْعُمْرُ فِي طَيِّ الْعِتَابِ وَنَشْرِهِ

وَنَظْمِ حَدِيثٍ فِي الْغَرَامِ وَنَثْرِهِ

وَقَدْ قَالَ لي مَنْ لاَ أَقُومُ بِشُكْرِهِ

عَلَيْكَ بِذِكْرِ الْهَاشِمِيِّ وَصَحْبِهِ

تَجِدْهُ غَداً فِي الْحَشْرِ خَيْرَ الْبَضَائِعِ

لَهُ الْخَوْضُ يَا طُوبَى لِعَبْدٍ لَهُ سَقى

وَمِنْهُ لَنَا أَهْدى شَرَاباً مُرَوَّقَا

عَلَيْكَ بِمَنْ قَدْ زِيدَ طِيباً وَمَنْطِقَا

عَلاَ قَدْرُهُ بَيْنَ النَّبِيِّينَ فَارْتَقى

عَلىَ الشَّمْسِ نُوراً وَالْبُدُورِ الطَّوَالِعِ

لَهُ رُتْبَةٌ تَسْمُوا عَلىَ كُلِّ مُرْسَلِ

دَلِيلٌ صَدْوقٌ فِي الْكِتَابِ الْمُنَزَّلِ

عَرَفْنَا بِهِ نَصَّ الْحَدِيثِ الْمُسَلْسَلِ

عُلُومٌ لَهُ تُنْبِيكَ عَنْ كُلِّ مُشْكِلِ

وَمَا اخْتَلَفَتْ فِيهِ جَمِيعُ الشَّرَائِعِ

شَرِيعَتُهُ مِنْهَا الْعُلُومُ تَفَرَّعَتْ

وَعَنَّا بِهِ سُحْبُ الضَّلاَلِ تَقَشَّعَتْ

مَفَاخِرُهُ مَرْوِيَّةٌ قَدْ تَرَفَّعَتْ

عُيُونٌ مِنَ الْمَاءِ الزُّلاَلِ تَفَجَّرَتْ

لِشَاربِهَا مِنْ كَفَّهِ وَالأَصَابِعِ

شَرَحْنَا لِمَنْ يَدْرِي الْكَلاَمَ وَيَفْهَمُ

مَفَاخِرَهُ وَالذَِكْرُ أعْلى وَأعْظَمُ

لِسَانٌ بِصِدقِ الْقَوْلِ عَنْهَا يُتَرْجِمُ

عِشَاءً أَتَاهُ الذَّئْبُ وَهْوَ مُسَلِّمُ

بِأَمْنٍ وَإيَمانٍ وَلَيْسَ بِجَازِعِ

هَنِيئاً لِمَنْ يَصْغى لِذِكْرِ صِفَاتِهِ

وَيَحْوِي مِنَ الْمَوْلَى جَزِيلَ صِلاَتِهِ

شَفِيعُ الْورى فِي مَوْتِهِ وَحَيَاتِهِ

عَدَدْتُ لَهُ الآْيَاتِ فِي مُعْجِزَاتِهِ

فَلَمْ أَكُ مِنْهَا لِلْيَسِيرِ بِجَامِعِ

لَقَدْ فَازَ مَنْ يَرْجُو النَّجَاةَ بِهِ غَدَا

نَبِيٌّ كَرِيمٌ طَابَ أَصْلاً وَمَوْلِدَا

وَلَوْلاَهُ لَمْ نَسْلُكْ طَرِيقاً إلىَ هُدَى

عَرَفْنَا بِهِ سُبْلَ الْهِدَايَةِ فَاهْتَدى

بِهِ كُلُّ عَاصٍ مِنْ ضَلاَلٍ وَطَائِعِ

رَسُولٌ لَهُ التَّأْدِيبُ وَالنَّصْرُ فِي الأَزَلْ

وَلَوْلاَهُ لَمْ ندر الوقوف عَلَى الجبلْ

وَلَمْ يَقْبَلِ المَوْلى صَلاةً وَلا عَمَلْ

عَشِقْناهُ شُبَّاناً وشِيباً وَلَمْ نزَلْ

عَلى حُبِّهِ لَمْ نَخْشَ قَوْلَ مُنَازِعِ

حَقِيقٌ عَلَيَّ الشُّكْرُ فِي حَقِّ أحْمَدِ

نَبِيِّ مُطَاعِ الأَمْرِ نَرْجُوهُ فِي غَدِ

وَذِكْرِي لَهُ قَدْ شَاعَ فِي كُلِّ مَشْهَدِ

عَلَوْتُ مَقَاماً بِامْتِدَاحِي لِسَيِّدِي

وَعَلَّقْتُ آمَالي بِتِلْكَ الْمَطَامِعِ

غِيَاثٌ يُرَجَّى عِنْدَ ضِيقِ الْمَسَالِكِ

وَقَدْ وَرَدَ الْعَاصِي بَحَارَ الْمَهَالِكِ

وَغُلِّقَتِ الأبْوَابُ عَنْ كُلِّ سَالِكِ

عَلَيْهِ اعتِمَادِي عِنْدَ بَطْشَةِ مَالِكِ

شَفِيعٌ وَلاَ خَوْفٌ إذَا كَانَ شَافِعِي

Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Pocket
WhatsApp

Never miss any important news. Subscribe to our newsletter.