الوأواء الدمشقي أرشيف

قم يا غلام اسقني مشعشعة

قُمْ يا غُلامُ اسْقِني مُشَعشَعَةًتَسِيرُ في الكأسِ بالتَباشيرِتَجَرَّدَتْ والزَّمانُ يَحْجُبُها

سِرِّي عن النَّاسِ سِرٌّ غيرُ مُسْتَتِرِوَحَتْفُ قَلْبِيَ مَجْلوبٌ عَنِ النَّظَرِيا منْ إِذا لَحَظَتْني مِنْهُ لَحْظَتُهُ

ودَّعتُها وَلَهيبُ الشَّوقِ في كبديوالبينُ يُبْعِدُ بينَ الروحِ والجَسَدِوَدَاعَ صَبَّيْنِ لم يُمكِنْ وَدَاعُهُما

عَادَ وكَمْ قالَ لا أَعودُكأَنَّما وَعْدُهُ وَعِيدُأَحسنُ ما نحنُ في وصالٍ

سِلْكانِ لِلدَّمعِ مَحْلولٌ وَمَعْقُودُعَلَى التي لَحْدُها في القَلْبِ مَلْحُودُما سَوَّدَ الحزْنُ مُبْيَضَّ السُّرورِ بِها

جَارَ الفِراقُ وأَسْرَفامَا ضَرَّهُ لو أَنْصَفَايا مَوْقِفاً تَرَكَ الفُؤا

يا مَنْ هوَ الماءُ في تَكْوينِ خِلْقَتِهِوَمَنْ هُوَ الخمرُ في أَفعالِ مُقلَتِهِوَمَنْ خَلَعْتُ عِذاري في هَوَايَ لَهُ

وَلَيْلٍ كَيَوْمِ البَيْنِ في مِثْلِ طُولِهِكَبَسْطَةِ كَفِّي إِذْ حَوتْ قَائِمَ النَّصْلِجَلَوْتُ بِهِ عَنْ وَجْهِهِ كلَّ عَارِضٍ

وَقَالوا بِمُقْلَتِهِ زُرْقَةٌتشِينُ فَظَلَّ لَها مُطْرِقاوَهَلْ يَقْطَعُ السَّيْفُ يَوْمَ الجِلا

قُمْ يا غُلامُ إِلى الشَّمولِ فَهاتِهاقَبْلَ انْتِشارِ الصُّبْحِ في الآفاقِفَكأَنَّها شَمْسٌ تُنِيرُ بِها الدُّجى