الخنساء أرشيف

أهاج لك الدموع على ابن عمرو

أَهاجَ لَكِ الدُموعَ عَلى اِبنِ عَمروٍمَصائِبُ قَد رُزِئتِ بِها فَجوديبِسَجلٍ مِنكِ مُنحَدِرٍ عَلَيهِ

عَينَيَّ جودا بِدَمعٍ مِنكُما جوداجودا وَلا تَعِدا في اليَومِ مَوعوداهَل تَدرِيانِ عَلى مَن ذا سَبَلتُكُما

ضاقَت بِيَ الأَرضُ وَاِنقَضَّت مَخارِمُهاحَتّى تَخاشَعَتِ الأَعلامُ وَالبيدُوَقائِلينَ تَعَزّي عَن تَذَكُّرِهِ

يا اِبنَ الشَريدِ وَخَيرَ قَيسٍ كُلَّهاخَلَّفتَني في حَسرَةٍ وَتَبَلُّدِفَلَأَبكِيَنَّكَ ما سَمِعتُ حَمامَةً

أُبَكِّ أَبي عَمراً بِعَينٍ غَزيرَةٍقَليلٍ إِذا نامَ الخَلِيُّ هُجودُهاوَصِنوَيَّ لا أَنسى مُعاوِيَةَ الَّذي

أَلا يا عَينِ فَاِنهَمِري بِغُدرِوَفيضي فَيضَةً مِن غَيرِ نَزرِوَلا تَعِدي عَزاءً بَعدَ صَخرٍ

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُأَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُكَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت

أَعَينَيَّ هَلّا تَبكِيانِ عَلى صَخرِبِدَمعٍ حَثيثٍ لا بَكيءٍ وَلا نَزرِوَتَستَفرِغانِ الدَمعَ أَو تَذرِيانِهِ

إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُريأَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَريفَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ

ذَكَرتُ أَخي بَعدَ نَومِ الخَلِيِّفَاِنحَدَرَ الدَمعُ مِنّي اِنحِداراوَخَيلٍ لَبِستَ لِأَبطالِها