دسائس منسية

ليس النسيانُ علاجٌ للجرح. حبره في الحلم. شهيقه في حشاشة الروح. وله أجنحة تصعد كلما انحدرَ به النحيب. يَرعَف مؤججاً ذاكرة الناس. والناسُ في الضغينة حتى النعاس. لا الكتبُ توقظهم ولا تنهرهم الجنائز وليس في النسيان علاجٌ لجراحهم. الثكلى لا تنسى. القتيلُ لا ينسى. والنصل بلا ذاكرة.

الخبيئة

على نارِها. أغفلُ عنها في عتمة الوهج. حقي في النجوم شحيحٌ. والوردة في حزنها ينضجها خجلُ الجمر. في بهجة النار شبه منسيةٍ. في الدلالة وهي تخفق بأجنحتها. في الكلمات والشهوة.
ناري خبيئةٌ. ليلي عفيفٌ. والوردة كأسُ الحزن.

الكمنجات

قُلْ للكمنجات شيئاً
لعل الكلامُ يَخبِّرُها أننا غرباء
وأنَّ الموسيقى تؤجلنا

سلالة

للإنتصار طبيعة الأرجوان. والهزيمة لونٌ فادحٌ. دَعْ سلالة الحزن ذريعة لك. كلما أيقظتكَ القذيفةُ دعهم يمرون. دعْ لهم فجوة في جرحك. يمنحونك مجدَ القتلى. يخسرونك في المُلمات. تُدركهم شهوةُ الأرجوان .. ولا ينالونها.

وجائع

لا أحد يحمل الأوجاع عني. أحلامي حصونٌ. قطعتُ المسافات أحملها. لا أسهو ولا أشتكي. أدْحَرُ بها النسيانَ وأنْهرُ الوقت. ما من شهقةٍ إلا وكانت هناك. يتنوّر القتلى بها. فلا يخطئون الطريق. ومن يريد أن يمحو كتابه عليه أن يجهرَ بذلك ويبرأ. فليس للأوجاع أنيسٌ.

فراشة

سهرتُ أُلاحقُ فرّاشةً. من قنديلٍ إلى شمعةٍ إلى دُخان. فأخذتني في الأعالي. حيث القمر هناك. الفراشة إلى هناك. تصعد بي. فأقذف بأطرافي نحوها. هناك. وأنا خلفها. نافذتي صغيرةٌ والقمرُ بعيد. والفراشة تعرف الطريق. تذهب ولا تعود. فأضأتُ لها فنارَ النهار والليل.

عصفور الكنيسة

في بهو الكنيسة
حامَ عصفورٌ على رأس الصلاة
ورانَ صمتٌ غيرُ مضطربٍ

المدن

يا رُعبنا الواضح.
عائدون من المدن المستثارة بذرائع القتل.
المدنُ وهي تنسى.

ذرائع

نستعين بأخطائنا كي نصدّقَ. نُواري جثثَ الأكاذيب. ونَعكسُ أشباحَنا بالمرايا. لتنكسر صورُنا في حديقة الدار. قبل أن ترفعَ الجذور أطرافَها متضرِّعة للماء. قبل انفلات الذرائع الفجّة في أسافين الغيلان. تشقُّ الأرضَ بلا زَرعٍ ولا حصاد. قبيل سدنة الثورة. نستدركُ الهواءَ وهو ينفذ.

منعطف

في منعطف الطريق. كلما رَفَّ جناحٌ ضائعٌ استعادتْ روحُه الحياة. خَلْفَ الشجرة الوحيدة في ليل البهو. شجرة لها أقدامٌ تتقدمُ وتضيعُ وتكبو. في منعطف الطريق. ليلها طويلٌ ويزخر بالبكاء. يرصد التحولات ويضع جسده على الشفير. لكي تأخذ روحه درسَ الحب.