إضحك قليلا
أين أنتَ عن أطفالي. لقد صَلّى لك الكون. الرجالُ ركعتْ والنساءُ سجدتْ. وتضرعتِ الحشودُ لئلا يطالَها عسفٌ. ولا يسحقها ظلمٌ. ولا تلهو بها متاهة. أين أنت لكي نُصدّق أنكَ هنا. هل أنتَ هناك. ومن نحن لكي ندرك من أنت.
كيفَ يُمكنُ الظنّ. وكيف نصدُّ شكاً ضارياً. وأنتَ لا تضحك لنا ولا تمنع عنا جوعاً ولا عطشاً. تعبسُ في وجوهنا بالرهبة. تسمِّي الشمسَ لنا والظلَّ علينا. إضحكْ قليلاً يا الله. نحبك مبتسماً. لنقنعَ أطفالنا بالصلاة.
السفن
سفنٌ تجوبُ النهرَ
باحثةً عن الماء الأخير
يقودُها غيمٌ
الغلام والملك
لستُ بعيداً بما يكفي. فالدمُ الطليلُ طالني حتى الشغاف. طفلُ الوردة. فالمنادبُ التي تحزمُ القرى طالت المدينة. ليس ثمة مسافة كافية لكي تكون بعيداً. فالمَلكُ ذاتُه. المَلكُ الذي اغتالَ الفتى ذي القصيدة. هناك .. لا يزال. يقصل غلاماً هنا. مَلكٌ لا يصغي ولا يسمع الكلام. لا تدركه نصيحةٌ ولا يقرأُ الدرسَ. وليس قريباً بما يكفي .
بيت قلبي
لا أكره أحداً يكرهني. بيتُ القلب الذي دأبَ على محاكمتي يدفعني في أكتاف الأفيال ومنعطفات القصف. وانتخاب الدم لجراح العائلة. وحسم الأمر قبل الأسئلة. لا أكرهه لكي أحبه. فالمسافة كفيلةٌ بمداواة الفقد بالخذلان. لا أريد منه. لا أريده. لا رغبة في مجافاته. بيتُ القلب القابع هناك على أشلائي المنسية.
نساء
نساءٌ حاربتُ بهنَّ بلاداً شتى.
فزرعنَ اليأسَ بقلبي
نساءٌ أحببتُ الموتَ عليهم
حكمة
حكمةٌ أنَّ للطير أخطاءَه
مثلما يستبدُّ العجَبْ
ومن حكمةِ الطير
اليدان
يداه في الحبال. يحاول إقناع البحر بالتريث. الإعصارُ يشقُّ الأرض. يداه في الحبال. مثل طفلٍ على حُلمةٍ. شَرَّشَ الحبلُ لحمَ يديه. وعندما انفرطَ الحبلُ كاملاً في اليدين الضارعتين. خَفقتْ أشرعةٌ مالحةٌ تغمر السفينة. فإذا باليد الملوّحة في عصيان الريح تهيمُ باحثة عن نخلةٍ تنقذها من الفَوَات. اليدان الداميتان أعطتا لجذع النخلة بقية اللحم المشلشل. في اليدين التائهتين. ذات اليدين المالحتين. في جذع ضارٍ في نخلة مغصوبة. يدان كسيرتان. تفرّان من حبل البحر. لتقعا في حبل النخل.
لا الإعصار يصغي. لا النخل يسمع. ولليدين صنيعٌ يحرس الخلق.
موتى كثيرون
ينامون حول كتابي
فهل تغفرلي يا أبي
وتنهي عذابي؟
زعفران
الصداقة للدفءِ
لم يبق لنا سوى جرحنا
وحده
جنون
ليسَ أكثر من سؤالٍ جامحٍ
في زهرة الفوضى
سألتُ العقلَ