الدرس
صعبٌ على الشعر أن ينتهي
مثل أسطورةٍ في البكاءِ النحيل
بكاء يخيط الظلام
قمصان
غيمٌ يأخذهم وغيمٌ يأتي بهم. قمصانُهم مهلهلةٌ. خيوطُها مشلوحة خلفهم في سديمٍ غامضٍ. يتملصون من عناقات الأحباء لحظة الوداع حتى تمزقت القمصان وبقيت المِزقُ في أكفِّ المودعين.
الغيمُ قاطرةٌ للذهاب وتابعةٌ للأياب.
غير أن أحدأً لم يكن في استقبالهم في العودة.
الطفل في الخوف
تخطيتُ الغبارَ وصرتُ مائياً
تجلى لي سحابٌ في الهوادج
وهي تهتف بالسماء لكي تسيل
تاج الموج
جاءتْ تموجُ
تجرُّ كوكبةً من الأعراس من ماء المرايا
سوف تستثني طبيعتها لترقى أن تكون ذريعة للرمل
خمسون ماء
سَكبتُ لك خمسين ماءً لتغتسلي بغير الصهد
حيث الأنهار الصغيرة تزخرف جسدك تداعبه وتوقظ فيه الفتنة
خمسون ماء تتحدر من أعطاف الطبيعة متموجة تحفُّ بمركبك اللطيف وتمنحه نعمة الأجنحة لكأن هذا الجسد المتوهج بفعل الوشم وصليل الذهب يبحر بالشهوة المكبوتة نحو سديم الشغف
شهلاء
تفتح شرفةً وتقول لي هذا سريرك، عرشك الجسدي
خذني قبل هذي الكأس، قبل رحيلك التالي
فلي خمرٌ لديك أريده لأريقَ عطري في كيانك
فرسي إليك
فَرَسِي إليكِ تخبُّ، فارويها بعطرك وهي عائدة إليّ
وحمّليها ما يقالُ عن القصيدة وهي تسمو
واشفعي للغافلين فسوف يغفر سيدٌ للعبد
ما تبقى من الله
جئتُ من ثوبٍ مهلهلٍ، من رُقَعهِ الكالحة
جئتُ من خيطِه الألمعيّ،
من الريحِ مغزولة بالرؤى السانحة
الفتى المستوحش
خائفٌ، كشرارةٍ في الدم، في بلّورها المذعور،
في وحشٍ، وفي جرحٍ يلوبُ
ولا يدٌ تمتد لي
بوصلة
كلما هَـبَّتْ شمالاً عابساً
إذهبْ جنوباً
كل قلبٍ في جنوب الأرض بيتك