يقظة الخشب

مثل الخشب الخفيف في اليقظة
محمولاً على المناكب
تَهْشَلُ بكَ الشعوبُ نحو الغسق كأنها ترى قنديلاً يابساً

أصدقاء

أُمَيَّـزُ
أنَّ الذي غابَ عني صديقٌ
والذي ماتَ عني صديقٌ

أحجار

تُرَبِّي أحجارَها في المُهود
تُهَدهِدُها وتنتخبُ الأسماءَ لها
وتَـردُّ الضَرَّ عنها

غرفة الخوف

كانوا في غرفة الخوف
والكونُ في سديمه
بلا خَلْقٍ ولا ذَريعةٍ ولا مأوى

وَلَـد

لم تكنْ القذيفةُ تُدرك الهدف. ولا تكترثُ بالولد، وليس بوسع التفسير أن يكفي. وحين يفرغُ القادةُ من صلاتِهم ويكتملُ الموكبُ، يكونُ الولدُ جاهزاً للمغادرة. لا يُودّعُ الأب. لا يتبادلُ القبلات مع الأم. ويكونُ على مبعدةٍ من العويل.
القذيفةُ وحدَها لا تُدرك ما تفعل،
ولا يعودُ بمقدورها الاكتراث بطقوس الجنازة.

شمس

لا تَقُلْ للصباح : انتظرْ .
هاتِه من تجاعيدِ ليلٍ طويلٍ
وهاتِ له الصافناتِ التي عَوَّجتْها الأحابيلُ

مكان ضيق

يسحقُونَ أعضائي بالمناجل والشواقيل
ويحرسونَها في المداخل
وكلما سألتُ ماءاً جاءني شواظٌ

العظم الواهن

يكلِّمُ أطفالَه بأنينٍ يَصدُر من عظمٍ واهن. فيسمعون الصوتَ ويتداركونه قبل أن يسقطَ في حجر الطريق. يحمُلُونَه في الصدى ضارعين للشمس أن تمدّ ظلَّها حتى عريشة البحر.
أنينٌ يتذكر عودتَه الأخيرةَ من البحر. كان السفرُ بعيداً والساحلُ يرى القلوعَ تنقصِفُ تحت حوافر الإعصار قبل الأرض.
الأنين عائدٌ من البحر وحده

سقط النهد

تُعرِّي صدرَها بيدٍ ترتعشُ في جسدٍ ينتفضُ في عصفورٍ يُـذبَحُ تُمسِكُ بنهدِها متقدمةً نحو جنديٍ يَضَعُ جزمتَه على صدغ رجلٍ مكسورٍ مقطوع الدمّ تقول للجندي متضرعةً رافعةً نَهدَها مثل بيرق السَبَيِّ:
خُذْهُ خُذْ نَهدِي اقْطَعْهُ لكن لا تقتلُ أبي.

الفندق المجاورة

مرة .. ضحك الحزن مني
لكثرة الغرف التي استأجرتها في بيته
ضحك .. ضحك حتى استلقى على قفاه