سورة الألم

ليس للألم الذي ينضحُ من طين البيت ويُنضِجُ أجساداً تتعافي متجاسرةً في التجربة.
ليس له الزعمُ بأنه الصخرةُ الصقيلة تجعل المرايا تتحدّرُ من تجاعيدنا.
كنا نَصُدُّ التفجَّعَ ونكبُتُ الصرخةَ ونسكتُ على موتٍ وشيكٍ لئلا يشي بنا الألمُ الفَظُّ فلا يرقى الى ذريعة الغيم ويقصُرُ عن المخاض.

ثاكلاتُ القُرى

أقرأُ في نحيب القُرى
مثلما طائرُ النار في جوقةٍ لا تُـرى
أقرأ الليلَ

الوحشة

صارتْ الوحشةُ في الطقس وفي الطريق. تمشي كأنكَ تُخَوِّضُ بجسدِك وروحِك في سديمٍ كثيفٍ من الخوف. خوفٌ تراه باليدين والقدمين والدماغ. غيمُ الرؤية. كمن يسير بين قتيلين متحاجِزَين بالجثث. تَحُفُّ بكَ الضغائنُ والمجابهات وتَخْتَرِمُك النصالُ والخدائعُ في أراجيحَ تُحرّكها ريحٌ غيرُ مرئيةٍ. تتقدمُ إلى وراءٍ. أعضاؤك في رمادٍ باردٍ يكادُ أن يشتعل. وبين يديك الشِراكُ شباكٌ تُحصِي أنفاسَكَ، تقطعها وتدفع بأطفالك نحو الغيم.
لا تكاد أن تدركَ ..
مأتمٌ أم ولادةٌ. *

ندم طفيف

مُدانونَ بالأمهاتِ
يغسلنَ أجسادَنا بالندم
يصقلنه بالجزع

شمس بطيئة

كنا نحزُمُ المدينةَ بالبحر
بالبريد الأزرق في الأفئدة
كلما عبرنا ردهة الدار

الإبريسم العليل

مَرْضَى مثل الوحيد في الغربة
تنطفئُ قناديلنا في الأروقة
وتتهدَّلُ أعضاؤنا في القمصان

نصف حزن كامل

نصفُ حزنِ الأمس كانَ مؤجَّلاً
كي يستقيمَ الوزنُ في نثر القصيدة
نصفُه يكفي لتفسير الجِراح

حديد

تساءلتُ
هل أن الحديدَ الوحيدَ
يذوبُ على جرحنا .. وحدنا

دارت بنا

كلما دارتْ بنا الدنيا هنا دُرنا لها
وتقاطرتْ سفنٌ لتقتلنا
فنبدو غيرَ مكترثين

الناسُ في الناسِ

في الرُكن القَصيِّ من الناس
تَرى .. حيثُ لا ينظرون
وتعرفُ في حشدهم نجمةً