يوسف

1
وضعته في قطيفةٍ وغطته بغيمة الرؤى

الصهيل..الصهيل

جــن يسكن الجـسد
كأن كل عضلٍ نافـرٍ ذئبٌ يطلع من الأعماق
حيث يتكون الإنسان

الغريب

أيها الغريب
هذا نهارك المشحون بالعمل والمكتشفات .
في أصابعك شهوة الباب

الأكاذيب كلها

جسدٌ يمتزج فيه الحديد بالملح، يخترق الوقت والمكان في جحيمٍ يضعك تحت وطأة البهو. لا تطالك طبيعة الناس ولا يعود الكلام خاضعاً. مألوفٌ تخرج عليه في مشهدٍ يشبه لحظة امتثال الشيء للشكل، يتخلق في حمـأة الأنين. فضاء أخلاطٍ تتقلص فيه الأطراف ويصير للسماء الخشنة كتابٌ وللحديد فص يتطوح في عنقٍ تحرسه قرونٌ سودٌ ترسل ألسنةً من شواظٍ، والباب ينفرج في شكل أجنحةٍ، لكأن الكائن يوشك على الأوج، فينفض جسده كمن يطرد عناكب عالقةً ويميل ويعطف.
هذه أرضٌ كـلمت بها.
ألـج فيها الموصد، فأصل جنوب الناس. أصل. وحيث أضع نظري يكون قتلاً كثيراً وصلباً وخوازيق. ليس بين هذه الأرض وأحلامي صلةٌ، ليس بينهما علاقةٌ ولا أمل .

السفر

أنتفض أمامه كطفلٍ مخـطوف
هل أشغـل هذه الـراحة بذهب القـلب ،
بتضـرعاتٍ تـنهـر الدم في الرأس.

يسافر و يسهر

1
يـؤثث طريقه بأشباحٍ في رهافة الريح. حوذي يغتاظ لضراوة الغبار حول مواقع خيله. ما كان له أن يغفل عن رعشة الغريب. غريبٌ سهر الليل يملأ الأفق أحلاماً ومناديل. بينه وبين الطريق بوصلةٌ ثملةٌ وأسرى مجللون بالبياض. حوذي يسأم لامبالاة الفرس بغرتها الشقراء، وتلويحة الوداع الواهن يغري أشباحه بسهرة السفر عند منعطف المجرات. يضع في قميصه القديم نقوداً مثقوبةً بنسيان الدول وذاكرة الناس. كتب الليل حتى منتهاه، قاد عربات السهوب ومحطات الثلج، وعندما شغفت به سفيرة الغابة ترك الخيل ومواهب السفر، محتقناً ببريد النوم، حيث الكتب بلا ذاكرةٍ ولا نسيان، يضع جسده تحت شرفتها، ويحصي أقداحاً تسكر الغابة وتفيض بغيبوبة المغادرين. لم يكن وحيداً، لكنه لم ير أحداً سواه. مشغوفـةٌ به قادماً في خشب العربات المجنونة أفراسٌ تهشل به بلا رأفةٍ ولا مكان. حوذيٌ أرعن مثل هذا جديرٌ بأشباحٍ في دماثة الغريب وهو يمعن في التيه، يرى الذئب الحزين فيصاب بالغبطة. لأجل هذا هجر خشبته المـقطورة بالريح، غفل عن سفيرة الذئاب، مأخوذاً بوردة الجوع.

فجك العميق

جرحك الوحيد الذي لي ،
هل تاجٌ يتكاسر عليه المـلوك ؟
هل نارٌ خجولـةٌ تغرر بالصعاليك وقطاع الطرق

دم على سطر

لم تعد الريحُ تُسِعفُ الأجنحة. أكتبها أول السطر. فتنزلق في الحاشية. هواءٌ صغيرٌ وأجنحة قانية. تُرنِّـقُ الكتابةَ بجرحِها الخفيّ. فلا تدع الدمّ يسقط في الورقة. يمحو الحلم.

الفقد

شـغـفـت بك بما يكفي لتحرير مدينةٍ كاملة
محتلاً بك مثل عاصفةٍ في الرواق
جسدٌ يخب في الحديد بطرقٍ تـنـحت أطرافي