عُذْرًا
الزوجة: عُذْرًا حَبيبَ مَشاعِري وعُيوني لا يَسْتَوي حَجَرٌ وقَلبُ حَنونِ
كاتدرائية ( كولن )
جلستُ في أيقونةِ الكنيسة. أتضرَّعُ لزرقتها.القانية. يسيل من خشبها المشجوج بالنشيد. أيقونة تهيم في الجدران والنوافذ. زجاجٌ يجلوه شغفٌ يشهق في مهابط الناس. وأحلامه في شرفة الله تصقل أجنحة الملائكة ساعةَ الصلب. جلستُ أمسح أصابعها بالمناديل. وأغسل كعبها بالصهد المتفصّد في دمعٍ وفي دمٍ قدسيٍّ. في تجاعيد الرسغِ ويأس العينين. هدأتُ في ذبيحة النجاة. وكانت في الوقفة. نزلتُ وهي طالعة. ركعتُ وهي تكنسُ غيمة الله.
أردتُ أن أصغي وكدتُ.
أردتُ أن أبكي وكدتُ
الغبيط
متنا قليلاً
عندما مالَ الغبيطُ بنا
تناوبنا على شدِّ اللجام
الطرقات
خطواتنا شِراكٌ. الطرقُ مصائدُ والأفقُ سرابٌ. في أحداقنا كِناسة الجَمر. في كل نأمةٍ جنازٌ. تعالوا. من أين كنا سنمضي. وبيننا هاوياتٍ تهيأتْ بالنوايا. هل في الكتاب إلهٌ مزخرفٌ بالخطايا. تعالوا. نتأنى ونصغي. نسأل. أينا الشمسُ أينا الطريقُ. وأي جرحٍ طويلٍ ينتابُ أرواحنا. جسدٌ مائلٌ بأحلامه الثقيلة. كلما طرق باباً صادفته الضحايا. يشبق بما يجعل الغابة بيتاً والنارَ بريدَ الحريق. حشدٌ يصرخ. تعالوا. ليس للدمِّ طريقٌ. وليس في البحرِ ماءٌ يسافر. أشعلنا في السفائن. في كوكب الحلم. في عدوٍ صديقٍ. تعالوا. كل خطوةٍ خديعة. وفي المخارج جبٌ. تعالوا.
النرد
دارَ نَرْدُ الحياةِ بنا
في صفحةٍ في كتابٍ
واستعارَ النُحاةُ أخبارَهم
الرؤيا
يرى الأعمى بأحلامِه
التفتح في وردةٍ
في غيومٍ وفي دفاترَ
صناعة
بأيديهم الخشنة وقلوبهم الناعمة يحتضنُ الفلاحونَ أطفالَهم بعد الدرس. وينتظرونَ أشجارَهم في الحرس. حتى يزهر الغصنُ وتينعُ الفاكهة. فيكون الدرسُ قد أعطى. والثمرُ نَضِجَ وحانَ القطافُ. بيدٍ خشنةٍ وقلبٍ حانٍ يطعمون أطفالَهم. ويمررونَ ريشَ أياديهم. لكي ينام الأطفالُ. وتتقاطرُ أحلامهم.
القرويات
القروياتُ تراكضنَ هروباً من خيول الليل
كانَ الغيمُ يهبطُ عند تاج الزَرع
جيشٌ أبيضُ الرايات
درس الطبيعة
كلما توغلوا في القتال رأيتُ الطبيعة أكثرَ وضوحاً ورحمة. وتفاديتُ ما يجرح الروح. ليس لديَّ غير الكلمات. وليس لقلبي سوى الحب. وليذهبِ الجحيمُ إلى مستقره. في هذيان القتلى. ليس للقتلة مكانٌ في النص. تلك هي مسافة المحو. يمعنون بالنصال. فينهض الرمادُ وينهرني. أن لا أكترث بالموت. وأن أكتبَ الكلمات في رخام الذاكرة. ليطلع الزهرُ في نيلوفر البحيرة.
هكذا تمنحني الطبيعةُ درسَها.
هكذا يقصر القتل عني.
التجربة
منذ أن صارَ الريفُ زراعاتٍ وأودية. أصبحَ الصبرُ قفطان الوقت. منذ أنْ ذَهَبَ الغريبُ إلى المنفى. صارَ النهارُ قميصَ العمل. تشرَّدَ حاسراً في الكون. فأرختِ الشمسُ سلالمها لتنقذَ الغريبَ في المنفى. كأنَّ الغربة أكثرَ حناناً وأقلَّ وطأة على الوحيد. بعيداً عن أحفاده. وصار للشمس صوتٌ بارد يسمعه الغريبُ. وتصغي إليه المخلوقات في الريف والقرى.
لمستُ كتفه أسأله عن الوقت. بلا قفطان ولا قميص. فالتفتَ يحدثني عن شمس ترخي سلالمها عبر الغيوم والمطر. في العري ذاته. في الليل ذاته. أمسك الغريبُ بيدي فيما يكاد أن يذهب.
قال لي: تعال. لن ينتبه لوحشتك أحد هنا.