احمد البهلول أرشيف

سلوا هل رأوا قلبي من الحب ساليا

سَلُوا هَلْ رَأَوْا قَلْبي منْ الْحُبِّ سَالِيَا
فَلِمْ هَجَرُوا صَبَّا مِنَ السُّقْمِ بَالِيَا
أَقُولُ لَهُمْ لَوْ يَسْمَعُونَ مَقَالِيَا

كَلفْتُ بِكُمْ وَالْقَلْبُ يُصَلى بِنَارِكُمْ
وَخُنْتُمْ وَلَمْ تَرْعَوْا ذِمَاماً لِجَارِكُمْ
ومَا كَانَ ظَنِّي أنَّ ذَا مِنْ شِعَارِكُمْ

ذَرِ الْعَذْلَ عَنِّي يَا عَذُولُ فَمُقْلَتي
تَفِيضُ دَماً مِنْ فَرْطِ حُزْني وَحَسْرَتي
وَلَمَّا نَأَى مَنْ كَانَ سُؤْلي وَبُغْيَتي

ثِيَابُ الضَّنى قَدْ جُدِّدَتْ لِبعَادِكُمْ
فَزِيدُوا سِقَامِي إنْ يَكُنْ مِنْ مُرَادِكُمْ
تَهَنَّيْتُمُو دُوني بِطِيبِ رُقَادِكُمْ

أِذُوبُ اشْتِياقاً وَالْفُؤَادُ بِحَسْرَةٍ
وَفي طَيِّ أحْشَائِي تَوَقُّدُ جَمْرَةٍ
مَتَى تَرْجِعُ الأَحْبَابُ مِنْ طُولٍ سَفْرَةِ

قَصَدْتُكُمَا عُوجا بِنَجْدٍ وَسَلِّمَا
عَلىَ مُدْنَفٍ أضْحى مِنَ الْحُبِّ مُغْرَمَا
يُنَادِي إذَا مَا عَايَنَ اللَّيْلَ مُعْتِمَا

صُروُفُ اللَّيَالي عَيَّرَتْ عَيْشِيَ الْهَنِي
وَوَلى زَمَاني بِالصُّدُودِ وَقَدْ فَنِي
أَقُولُ لِمَنْ أَعْيَاهُ سُقْمِي وَمَلَّنِي

رَوَتْ هَبَراً رِيحُ الصَّبَا إذْ سَرَتْ بِهِ
لِصَبِّ هَوى نَجْدٍ يَطِيرُ بِلُبِّهِ
يقُولُ وَنِيرَانُ الأَسى حَشْوُ قَلْبِهِ

تَمادَى عَلى هَجْري فَزَادَ مَهَابَةً
فَيُوسُفُ حَازَ الْحُسْنَ عَنْهُ نهَايَةً
وَمِنْ رَمَقِي لَمْ يُبْقِ إِلاَّ صُبَابَةً

وَحُرْمَةِ وِدِّي لَمْ يَكُنْ عَنْهُ مَصْرِفُ
لِقَلْبِ مُحِبِّ بَعْدَهُمْ يَتَلَهَّفُ
لَقَدْ لَحَّ عُذَّالي وَفي اللَّوْمِ أَسْرَفُوا