أبو تمام أرشيف

غير مستأنس بشيء إذا غب

غَيرُ مُستَأنِسٍ بِشَيءٍ إِذا غِبتَ سِوى ذِكرِكَ الَّذي لا يَغيبُأَنتَ دونَ الجُلّاسِ أُنسي وَإِن كُن

كَفُّ النَدى أَضحَت بِغَيرِ بَنانِوَقَناتُهُ أَمسَت بِغَيرِ سِنانِجَبَلُ الجِبالِ غَدَت عَلَيهِ مُلِمَّةٌ

اليَومَ أُدرِجَ زَيدُ الخَيلِ في كَفَنٍوَاِنَحَلَّ مَعقودُ دَمعِ الأَعيُنِ الهُتُنِبَني حُمَيدٍ لَوَ اَنَّ الدَهرَ مُتَّزِعٌ

زَفَراتٌ مُقَلقِلاتُأَسعَدَتها العَبَراتُوَعَويلٌ مِن غَليلِ

شَمسُ دَجنٍ تَطَلَّعَت مِن قَضيبِأَمَرَت عَينَيها بِسَبيِ القُلوبِلَو تَحُلُّ القِناعَ لِلشَمسِ وَالبَد

ومُنفَرِدٍ بِالحُسنِ خُلوٍ مِنَ الهَوىبَصيرٍ بِأَسبابِ التَجَرُّمِ وَالعَتبِوَلوعٍ بِسوءِ الظَنِّ لا يَعرِفُ الوَفا

أَلَم تَرَني خَلَّيتُ نَفسي وَشانَهاوَلَم أَحفِلِ الدُنيا وَلا حَدَثانَهالَقَد خَوَّفَتني النائِباتُ صُروفَها

بِأَبي وَغَيرِ أَبي وَذاكَ قَليلُثاوٍ عَلَيهِ ثَرى النِباجِ مَهيلُخَذَلَتهُ أُسرَتُهُ كَأَنَّ سَراتَهُم

مُرَتِّبُ الحُزنِ في القُلوبِوَناصِرُ العَزمِ في الذُنوبِما شِئتَ مِن مَنظَرٍ عَجيبٍ

نَأَت بِهِ الدارُ عَن أَقارِبِهِفَأُلقِيَ الحَبلُ فَوقَ غارِبِهِعاشَت لِمَحبوبِهِ مُمانَعَةٌ