أبو العلاء المعري أرشيف

رحت في الناس كربع دارس

رُحتُ في الناسِ كَرَبعٍ دارِسٍأَخَذَت مِنهُ رِياحٌ وَمَطَرخَبَأَ الدَجنُ لِأَرضٍ جَودَهُ

أَمَرَ الخالِقُ فَاِقبَل ما أَمَروَاِشكُرِ اللَهَ إِنِ العَذبُ أَمَرأَضمِرِ الخيفَةَ وَاِضمِر قَلَّما

ما مَقامي إِلّا إِقامَةُ عانٍكَيفَ أَسري وَفي يَدِ الدَهرِ أَسريوَيَسارُ الفَتى يَمينٌ وَإِن كا

قَصِّرِ اليَومَ بِكَأسٍ كاسَ مَنصَدَّ عَنها وَاِنبَرى لا يَقتَصِرتِلَك نارُ الغَيِّ مَن يَصطَلِها

لَو كُنتُ كَالرائِشِ أَو ذي المَنارلَعِشتُ في الدُنيا كَثيرَ الشَناروَلَيتَها لَم يَكُ مِن بَعدِها

لا تَعذُلاني فَالَّذي أَبتَغيمِن هَذِهِ الدُنيا حَقيرٌ يَسيربِتُّ أَسيراً في يَدي بُرهَةٍ

ما لُمتُ في أَفعالِهِ صالِحاًبَل خِلتُهُ أَحسَنَ مِنّي ضَميريا قَومِ لَو كُنتُ أَميراً لَكُم

لِزَينَبَ يَحلو جَنِيٌّ أَمَرَّوَقَد عَلِقَت كَفُّها بِالقَمَرفَيا أُفقُ مِن أَينَ تِلكَ النُجومُ

فَقَدتُ البُحورَ وَأَهلَ الوَفاءِوَأَصبَحتُ في غَدرٍ كَالغُدُروَما زالَ يَردُؤُ ذاكَ الجَوادُ

إِذا عَثَرَ القَومُ فَاِغفِر لَهُمفَأَقدامُ كُلِّ فَريقٍ عُثُروَإِن دَثَرَ القَلبُ فَأسَف لَهُ