أبو العلاء المعري أرشيف

غدا رمضاني ليس عني بمنقض

غَدا رَمَضاني لَيسَ عَنّي بِمُنقَضٍوَكُلُّ زَماني لَيلَتَي آخِرِ الشَهرِأَرومُ خَلاصاً مِن قَضاءٍ مُسَلَّطٍ

لَقَد وَضَعَت حَوّاءُ أُمُّكَ بِكرَهابِدارِ الرَزايا مِن عَوانٍ وَمِن بِكرِوَلَم يَتَناوَل دُرَّةَ الحَقِّ غائِصٌ

عَلِمَ الإِمامُ وَلا أَقولُ بِظَنِّهِإِنَّ الدُعاةَ بِسَعيِها تَتَكَسَّبُهَذا الهَواءُ يَلوحُ فيهِ لِناظِرٍ

إِذا سَكَتَ الإِنسانُ قَلَّت خُصومُهُوَإِن أَضجَعَتهُ الحادِثاتُ لِجَنبِهِحَسا طامِرٌ في صَمتِهِ مِن دَمِ الفَتى

لَقَد رَجَّتِ اللَهَ النُفوسُ لِكَشفِهِأُموراً فَأَعطى أَنفُساً ما تَرَجَّتِفَإِن تُنجِكَ الخَيلُ المُعَدَّةُ لِلوَغى

لَقَد تَرَفَّعَ فَوقَ المُشتَري زُحَلٌفَأَصبَحَ الشَرُّ فينا ظاهِرَ الغَلَبِوَإِنَّ كَيوانَ وَالمِرّيخَ ما بَقِيا

غُبِقنا الأَذى وَالجاشِرِيَّةُ هَمُّناوَنادى ظَلامٌ لا سَبيلَ إِلى الجَشرِأَتَكتُبُ سَطراً لَيسَ فيهِ تَخَوُّفٌ

تَرَجَّ بِلُطفِ القَولِ رَدَّ مُخالِفٍإِلَيكَ فَكَم طِرفٍ يُسَكَّنُ بِالنَقرِوَإِن لَم تَرَ الصَقرَ الحَمامَةُ دَهرَها

أَرى كَفرَطابٍ أَعجَزَ الماءُ حَفرَهاوَبالِسَ أَغناها الفُراتُ عَنِ الحَفرِكَذَلِكَ مَجرى الرِزقِ وادٍ بِلا نَدىً

سَمّى اِبنَهُ أَسَداً وَلَيسَ بِآمِنٍذيباً عَلَيهِ إِذا أَطَلَّ الذيبُوَاللَهُ حَقٌّ وَاِبنُ آدَمَ جاهِلٌ