أبو العلاء المعري أرشيف

قرن بحج عمرة وقريننا

قَرَنَّ بِحَجٍّ عُمرَةً وَقَرينَناغَراماً فَآهٍ مِن قَوارٍ قَوارِنِعَقائِلُ مُردٍ فَوقَ جُردٍ عَوابِسٍ

رَأيتُكَ مَفقودَ المَحاسِنِ غابِراًمَعَ الناسِ في دَهرٍ فَقيدَ المَحاسِنِأَتَرجو المَطايا خَفضَ عَيشٍ وَلَذَّةٍ

أُنافِقُ الناسَ إِنّي قَد بُليتُ بِهِموَكَيفَ لي بِخَلاصٍ مِنهُمُ دانِمَن عاشَ غَيرَ مُدّاجٍ مَن يُعاشِرُهُ

الدَهرُ لَونانِ أَعيا ثالِثٌ لَهُماوَكَم أَتاكَ بِأَشباهٍ وَأَلوانِلا أَشرَبُ الراحَ أَشري طيبَ نَشوَتِها

الناسُ بِالأَقدارِ نالوا كُلَّ مارُزِقوا وَلَم يُعطَوا عَلى الأَقدارِوَالسِرُّ يُظهِرُهُ الفُؤادُ وَدونَهُ

الطَبعُ شَيئٌ قَديمٌ لا يُحَسُّ بِهِوَعادَةُ المَرءِ تُدعى طَبعَهُ الثانيوَالإِلفُ أَبكى عَلى خِلٍّ يُفارِقُهُ

ما رَقَّشَ الخَطُّ في دَرجٍ وَلا صُحُفٍمِن آلِ مُقلَةَ إِلّا قُلُّتٌ فانِسَيفانِ مِن بَحرَي الظَلماءِ ما شُهِرا

إِذا وَقتُ السَعادَةِ زالَ عَنّيفَكِلني إِن أَرَدتَ وَلا تُكَنّينَبَذتُ نَصيحَتي أَن رَثَّ جِسمي

إِذا هاجَت أَخا أَسَفٍ دِيارٌفَلَيتَ طُلولُ دارِكَ لَم تَهِجنيإِذا خَلَجَت بَوارِقُ في هَزيعٍ

ذَمَمتُكِ أُمَّ دَفرٍ فَاِسمَعينيوَجازيني بِذَلِكَ أَو دَعينيفَما كُنتُ الحَبيبَ إِلَيكَ يَوماً