أبو العلاء المعري أرشيف

أزل هموم الفؤاد واصبر

أَزِل هُمومَ الفُؤادِ وَاِصبِرفَإِنَّما قَصرُكَ الإِزالَهوَلَيسَ فيمَن تَراهُ خَيرٌ

إِن تابَ إِبليسُ يَوماً تابَ عابِدُكُممِنَ الضَلالِ وَلَن تُلقوا فَتىً فُتِناوَعَمَّنا الغَيُّ حَتّى خِلتَنا دَمِثاً

يَنسى الحَوادِثَ أَفتانا وَأَكبَرُناوَلَن تُصيبَ فُؤاداً حامِلاً حَزَنالا يَفرَحَنَّ بِهَذا المالِ جامِعُهُ

لَنا طِباعٌ وَجَدنا العَقلَ يَأمُرُهافَلا تُريدُ مِنَ الأَخلاقِ ما حَسُناأَخوكَ إِن عَزَّ عِلجٌ في أَوابِدُهُ

لَو كانَتِ الخَمرُ حِلّاً ما سَمَحتُ بِهالِنَفسِيَ الدَهرَ لا سِرّاً وَلا عَلَنافَليَغفِرِ اللَهُ كَم تَطغى مَآرِبُنا

باهى رِجالٌ وَفي جَهلٍ يُباهونالا هَونَ في النُسكِ إِن أَلغاهُ لاهوناناهوكَ عَن حَسَنِ فِعلٍ آمِروكَ بِهِ

أَكرِم نَزيلَكَ وَاِحذَر مِن غَوائِلِهِفَلَيسَ خِلُّكَ عِندَ الشَرِّ مَأموناوَغالِبُ الحالِ في الجيرانِ أَنَّهُمُ

أَيَسمَعُ خالِقي مِنّي دُعاءًفَأُصبِحَ في كَياني مُستَقيلاكَأَنَّ العالَمينَ صُلوا هَجيراً

العَيشُ ثِقلٌ وَقاضي الأَرضِ مُمتَحِنٌيُضحي وَنِصفُ خُصومِ المِصرِ يَشكونَهزَكّوهُ دَهراً فَلَمّا صارَ قاضِيَهُم

إِن خَرِفَ الدَهرُ فَهوَ شَيخٌيُحَقُّ بِالهَترِ وَالزَمانَهأَضحى سَليماً بِغَيرِ داءٍ