أبو العلاء المعري أرشيف

أيا طفل الشفيقة إن ربي

أَيا طِفلَ الشَفيقَةِ إِنَّ رَبّيعَلى ما شاءَ مِن أَمرٍ مُقيتُتَكَلَّمُ بَعدَ مَوتِكَ بِاِعتِبارٍ

إِنّا حَسَبنا حِساباً لَم يَصِحَّ لَناقَد بانَ في كُلِّهِ التَفريطُ وَالغَلَتُوَكَثرَةُ المالِ شُغلٌ زادَ في نَصَبٍ

صَحِبتُ الحَياةَ فَطالَ العَناءُوَلا خَيرَ في العَيشِ مُستَصحَباوَقَد كُنتُ فيما مَضى جامِحاً

أَمّا المَكانُ فَثابِتٌ لا يَنطَويلَكِن زَمانُكَ ذاهِبٌ لا يَثبُتُقالَ الغَوِيُّ لَقَد كَبَتُّ مُعانِدي

قَد أَصبَحَت وَنُعاتُها نُعّاتُهاوَكَذَلِكَ الدُنيا تَخيبُ سُعاتُهاكَرّارَةٌ أَحزانُها ضَرّارَةٌ

يُؤَدِّبُكَ الدَهرُ بِالحادِثاتِإِذا كانَ شَيخاكَ ما أَدَّبابَدَت فِتَنٌ سودِ الغَمامِ

بِنتُ عَنِ الدُنيا وَلا بِنتَ ليفيها وَلا عِرسٌ وَلا أُختُوَقَد تَحَمَّلتُ مِنَ الوِزرِ ما

بَني آدَمٍ بِئسَ المَعاشِرُ أَنتُمُوَما فيكُمُ وافٍ لِمُقتٍ وَلا حُبِّوَجَدتُكُمُ لا تَقرَبونَ إِلى العُلا

لَكَ المُلكُ إِن تُنعِم فَذاكَ تَفَضُّلٌعَلَيَّ وَإِن عاقَبتَني فَبِواجِبِيَقومُ الفَتى مِن قَبرِهِ إِن دَعَوتَهُ

أَتَرغَبُ في الصيتِ بَينَ الأَنامِوَكَم خَمَلَ النابِهُ الصَيِّتُوَحَسبُ الفَتى أَنَّهُ مائِتٌ